كواليس ساعات الرعب في طائرة ريال مدريد

ريال مدريد اليوم,بث ريال مدريد ,اخبار ريال مدريد

بينما كان عشاق كرة القدم حول العالم يستعدون لمتابعة واحدة من أقوى مواجهات كأس العالم للأندية 2025، كان نجوم ريال مدريد يعيشون تجربة غير متوقعة تمامًا، ليس داخل الملعب، بل في السماء. ثلاث ساعات من الرعب والتوتر عاشها لاعبو الفريق الإسباني على متن الطائرة التي كانت تقلهم من فلوريدا إلى نيويورك، استعدادًا لمواجهة باريس سان جيرمان في نصف النهائي.

ما الذي حدث بالضبط؟ ولماذا تحولت رحلة عادية إلى كابوس جوي؟ ولماذا أُلغيت المؤتمرات الصحفية وخطط التدريب فجأة؟ التفاصيل الكاملة تجدها هنا.

رحلة من المفترض أن تكون قصيرة

كان من المقرر أن يغادر فريق ريال مدريد مطار ويست بالم بيتش بفلوريدا في الرابعة عصرًا يوم الثلاثاء 8 يوليو 2025، على متن طائرة خاصة نحو نيوارك، نيوجيرسي، حيث تقام المباراة المرتقبة ضد باريس سان جيرمان. لكن الطقس لم يكن في المزاج المناسب لهذه الرحلة.

قبل دقائق من الإقلاع، بدأت التحذيرات الجوية في الظهور. تقارير عن عاصفة رعدية شديدة فوق الساحل الشرقي للولايات المتحدة دفعت سلطات الطيران إلى تأخير الإقلاع لأكثر من ساعة. ورغم ذلك، قرر الطاقم الإقلاع بمجرد فتح المجال الجوي جزئيًا، ظنًا أن الأمور ستكون تحت السيطرة.

لكن الحقيقة كانت مختلفة تمامًا.

عاصفة جوية تفرض واقعًا جديدًا

بعد نحو ساعة من الإقلاع، ومع اقتراب الطائرة من أجواء العاصمة واشنطن، بدأت الأجواء تنقلب. اضطراب شديد، اهتزازات عنيفة، وسماء ملبدة بسحب كثيفة مصحوبة بوميض البرق. لم يُسمح للطائرة بالهبوط في مطار نيوارك بسبب انعدام الرؤية، فدخلت الطائرة في دوامات دائرية فوق واشنطن، في انتظار إذن من أبراج المراقبة.

هذا الوضع استمر لأكثر من ساعتين ونصف، وسط صمت داخل الطائرة، وتوتر بدا واضحًا على وجوه اللاعبين والجهاز الفني. الأجواء داخل المقصورة كانت مشحونة. لاعبين مثل فيديريكو فالفيردي وجود بيلينغهام شوهدوا وهم يحاولون تهدئة زملائهم. وحتى الجهاز الفني، بقيادة المدرب ألفاريز، لم يكن يخفي قلقه من تطور الوضع.

خطة المباراة تنهار مؤقتًا

بسبب هذا التأخير القاسي، أُلغيت كافة الأنشطة الإعلامية المقررة في نيويورك. مؤتمر المدرب، واللقاء الصحفي المزدوج الذي كان من المفترض أن يجمع كورتوا وفينيسيوس مع الصحافة، تم إلغاؤه بالكامل. كما تم إلغاء الحصة التدريبية التي كانت مقررة مساءً على ملعب التدريب الرئيسي.

الفريق وصل إلى الفندق متأخرًا جدًا، دون أن يمر بالملعب أو يخوض أي تدريبات تكتيكية، واضطر اللاعبون للذهاب للنوم على الفور دون مناقشة مفصلة لخطة المواجهة أمام باريس.

من القلق إلى التحدي

بعيدًا عن الجانب الفني، شكلت هذه التجربة اختبارًا نفسيًا حقيقيًا للاعبين. التوتر داخل الطائرة، انعدام الاستقرار في اللحظات الأخيرة قبل مباراة حاسمة، وتعطل البرنامج التدريبي، كلها عوامل من شأنها التأثير على أي فريق مهما بلغت قوته.

لكن ريال مدريد لم يكن يومًا فريقًا يتراجع أمام التحديات. بل على العكس، غالبًا ما تُخرج هذه اللحظات الطارئة أفضل ما لديه. وبحسب بعض المصادر داخل النادي، فإن المدرب استغل هذه اللحظات لتحفيز لاعبيه، مؤكدًا لهم أن الفريق الذي يتغلب على العاصفة، لا يُهزم على الأرض.

هل تؤثر هذه الأزمة على الأداء أمام باريس؟

سؤال مشروع طرحه الكثيرون بعد تسرب أخبار الرحلة. هل سيؤثر هذا التوتر على التركيز داخل الملعب؟ هل سينجح ريال مدريد في التغلب على كل هذه الظروف، أم ستكون للعاصفة الجوية كلمة في مصير اللقاء؟

الإجابة ستكون على أرضية ميت لايف ستاديوم، ولكن ما هو مؤكد أن ريال مدريد لم يسبق أن خاض مباراة بهذا القدر من الإثارة قبل أن تبدأ فعليًا.

ختامًا

ما حدث في رحلة ريال مدريد إلى نيويورك ليس مجرد تأخير أو خلل لوجستي، بل فصل جديد في كتاب مليء بالتحديات التي يعرف هذا النادي العريق كيف يتجاوزها. وبين العواصف التي ضربت السماء، والعاصفة المنتظرة على أرض الملعب أمام باريس، تبقى روح ريال مدريد هي الرهان الأكبر.

المقال التالي المقال السابق